ذكر السيدة مريم في القرآن

ذكر السيدة مريم في القرآن الكريم

تُعد السيدة مريم بنت عمران من أبرز النساء اللاتي ذُكِرنَ في القرآن الكريم، حيث حظيت بمكانة عظيمة ونالت تقديراً استثنائياً بين نساء العالمين، وذلك لما كانت عليه من صفاء روح وإيمان عميق وتقوى عالية، إضافة إلى دورها المحوري في قصة بعثة النبي عيسى عليه السلام، الذي ولد منها بمعجزة إلهية دون أب.

في هذا المقال سيتم تناول ذكر السيدة مريم في القرآن الكريم من جوانب متعددة، تشمل عدد مرات ذكرها، أسماء السور التي وردت فيها، الصفات التي أُشير إليها، والدروس المستفادة من قصتها وتأثيرها في العقيدة الإسلامية. كما سنتناول أيضاً الدلالات القرآنية المرتبطة بمريم وأهميتها في العقيدة الإسلامية.

عدد مرات ذكر السيدة مريم في القرآن الكريم

تكرر ذكر السيدة مريم في القرآن الكريم 34 مرة تقريباً، وتأتي هذه الإشارات في سياقات مختلفة، سواء في ذكر قصتها بشكل مفصل، أو في إشارات عابرة تحمل في طياتها دروساً عظيمة. وتعتبر سورة مريم من أبرز السور التي سُميت باسمها، وهو أمر يدل على المكانة الفريدة التي تحتلها في النص القرآني.

أسماء السورة التي ذكرت فيها السيدة مريم

من أبرز السور التي ورد فيها ذكر السيدة مريم:

• سورة مريم: تضم سرداً تفصيلياً لقصة ولادة النبي عيسى عليه السلام، وتركز بشكل خاص على شخصية مريم، مع وصف دقيق لمراحل حملها وموقفها من البلاء والابتلاء.

• سورة آل عمران: التي تتحدث عن نسب مريم وأصل عائلتها، وتفصل قصة اختارتها الله بعناية لتكون أم النبي عيسى.

• سورة النساء: تأتي في سياق ذكر أحكام متعلقة بالأنساب وأحكام الأسرة، مع ذكر مريم وأصلها.

• سورة التحريم: التي تشير إلى خصوصية مريم وما كانت عليه من التزام.

الصفات التي أشار إليها القرآن في حق السيدة مريم

القرآن الكريم يصف السيدة مريم بعدد من الصفات التي تبرز مكانتها وفضلها، ومنها:

• الطاهرة: فقد وصفها الله تعالى بأنها “طاهرة” و”مُخْتَارة”، وهو تعبير عن نقاء سريرتها وعلو مكانتها.

• الورعة: حيث ورد أنها كانت متفرغة لعبادة الله، عابدة لله مكرسة نفسها للعبادة.

• التحمل والصبر: أُبرز صبرها وتحملها للمحنة التي تعرضت لها عند حملها بولد بلا أب.

• الورع والعبادة: كانت تخدم في بيت المقدس وتكرس وقتها للعبادة والذكر.

قصة السيدة مريم في القرآن الكريم

قصة مريم في القرآن تبرز كنموذج للإيمان والتوكل على الله في أحلك الظروف، فهي التي حملت بولد من غير أب نتيجة لأمر إلهي، ونزل عليها جبريل يحمل البشرى.

الآيات التي تحكي قصة مريم تتناول مراحل عدة:

• بداية اختيارها وتكريمها من الله.

• حملها للنبي عيسى عليه السلام بمعجزة.

• مواجهتها لمجتمعها وتفسيرها لما حدث.

• ولادة النبي عيسى والمعجزات التي صاحبت مولده.

أبرز الآيات التي ذُكرت فيها السيدة مريم

فيما يلي عرض لبعض الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر السيدة مريم:

• في سورة آل عمران: “وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ” (آل عمران: 42).

• في سورة مريم: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا” (مريم: 16).

• كما ورد ذكرها في مواضع أخرى متفرقة تحمل معانٍ عميقة.

الدروس المستفادة من قصة السيدة مريم

قصة مريم تحمل الكثير من الدروس والعبر التي تعكس قيم الصبر، التوكل على الله، الإيمان بالغيبيات، وحفظ الطهارة والعفة. وهي رمز للمرأة الصالحة التي تحمل المسؤولية بإيمان ويقين، وتحافظ على تقواها رغم الابتلاءات.

يمكن اعتبار مريم مدرسة روحية في الإخلاص والطهارة، كما أنها تمثل حالة فريدة من التدبير الإلهي لتأكيد معجزة ولادة النبي عيسى عليه السلام، وهو ما يعزز فهم العقيدة الإسلامية حول الأنبياء والرسل.

أهمية ذكر السيدة مريم في العقيدة الإسلامية

ذكر مريم في القرآن لا يقتصر على الجانب القصصي، بل يمتد ليشمل بُعداً عقائدياً مهماً، حيث تُعبر عن قدرة الله على الخلق والمعجزات، وتؤكد موقف المرأة في الإسلام ككائن روحي قادر على التحمل والتمسك بالعقيدة.

كما أن ذكر مريم يُظهر احترام الإسلام للنساء، وتقديره لفضائلهن، مع الإشارة إلى أنها قدوة للمؤمنات في الطهارة والتقوى والعبادة.

جدول يلخص ذكر السيدة مريم في القرآن

مصادر ومراجع

• تفسير ابن كثير.

• “القرآن الكريم” بتفسير الطبري.

• “قصص القرآن” للدكتور راغب السرجاني.

تُبرز هذه المصادر القيمة الكبيرة التي يوليها الإسلام للسيدة مريم، وتوضح أثرها العظيم في العقيدة الإسلامية والفكر القرآني.

بهذا التفصيل يتضح أن السيدة مريم لها حضور متكرر ومؤثر في القرآن الكريم، مما يعكس مكانتها الكبيرة وكونها نموذجاً روحيّاً وإنسانياً يجب الرجوع إليه في دراسة شخصية النساء في الإسلام.